كيف تحولت سنغافورة لدولة متقدمة فى اقل من 50 سنة

من حوالى 50 سنة .. كان في جزيرة صغيرة مساحتها 719 كم2 ..  77% من شعبها بيعيش في مناطق مزدحمة
ضيقة، والتلت الباقي كان عايش على الأرض في أحياء فقيرة، على أطراف المدينة.

3 مليون كانوا عاطلين عن العمل .. دة غير افتقارهم للموارد الطبيعية وخاصة المياه ، والصرف الصحي، والبنية التحتية ،وكمان نصف السكان كانوا أميين .
“سنغافورة” ^_^ اللي بعد ما خرجت من تحت ايد الاستعمار البريطاني ، مزقها اختلاف اديان وطوائف سكانها وفقر مواردها وطبعا انتشار “الفساد” ، وده اللي خلى “ماليزيا ” تنفصل عنها ، كل العوامل دي أدت ان رئيس وزراءها ساعتها “لي كوان يو” انه يبكي مرة قدام عدسات الكاميرا “دموع حقيقة ” لأنه مش قادر يحسن ظروف المعيشة لمواطنينه ، ودي برضه الأسباب اللي خلته يطلب مساعدات مالية من دول ليها وزن و كان من ضمن الدول دي “أم الدنيا ^_^” ، لكن الدول دي رفضت و”  الرئيس عبدالناصر” هو كمان رفض ، والسبب ! ان سنغافورة دولة شبه فاشلة متملكش حاجة تشجع أي دولة انها تساعدها علشان تستفيد منها بعد كده . بس دي ماكنتش نهاية القصة
لأن السيد “لي كوان يو” عرف ان النهوض ببلده مش هيجي الا عن طريق الاعتماد على النفس .. و العمل الجاد .. وبدأ يلف على
مشاكل البلد ويحلها واحدة واحدة :
1- البطالة : كانت أهم مشكلة مستعجلة لازم يحلها وكانت فكرته انه ينفذ برنامج شامل للتصنيع يركز فيه على
الصناعات كثيفة العمالة ، ولكن للأسف كان معظم سكان سنغافورة شغالين بس في مجال التجارة والخدمات
ومافيش عندهم خبرة في مجال التصنيع ، غيران السوق المحلي صغير وجيرانه (اندونسيا وماليزيا) كان بينه
وبينهم مشاكل ، فكان الحل انه يتواصل مع العالم المتقدم ويقنع الشركات متعددة الجنسيات بالتصنيع في سنغافورة ،
ومن هنا بدأ يبص على تاني مشكلة “الفساد”
2- الفساد: علشان تجذب سنغافورة المستثمرين الأجانب كان لازم على الحكومة انها تخلق بيئة آمنة، ومنظمة، وخالية
من الفساد، وكمان تخفض معدلات الضرائب ، وبدأ “لي” في التطهير فكان أي شخص يتقبض عليه في تجارة
المخدرات مثلا، أو في واقعة فساد “بيتعدم علطول ^_^” ، ومع انتشار الصرامة والاستقرار في البلاد ووضوح
الرؤية ، بدأت تجذب سنغافورة المستثمرين الأجانب و خصوصا بسبب موقعها المتميز .. لأنها تعتبر مدخل ل
«مضيق ملقا» اللي من خلاله تقريبا بيمر %47من التجارة البحرية في العالم وبالتالي كانت مكان متميز للتصنيع
والتجارة للخارج و في كل سنة ما بين 1965ل 1972 كان الناتج المحلي بيتضاعف ، وحصل تدفق كبير
للاستثمارات الأجنبية واصبحت أمريكا و اليابان من اكبر المستثمرين في سنغافورة
3- التعليم : بدات تركز سنغافورة على تنمية الموارد البشرية ليها ، فأنشأت كتير من المدارس الفنية، و دفعت الشركات
الأجنبية على تدريب العمال الغير مهرة في مجالات”تكنولوجيا المعلومات ،البتروكيماويات، الإلكترونيات”، وده
اللي وصلها في 1977 انها تصدر بشكل أساسي المنسوجات والملابس والإلكترونيات الأساسية. وعلى 1997
كانت بتصنع الشرائح الإلكترونية الدقيقة، وتعمل بحوث في مجال «التكنولوجيا الحيوية، الأدوية ، تصميم الدوائر
المتكاملة» و «هندسة الطيران»، وبقت دلوقتي ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم، و منتج رئيسي
للبتروكيماويات .

حاليا تعتبر سنغافورة احد أغنى دول العالم على الاطلاق (في المرتبة الثالثة عالميا) .. و بيصنف الاقتصاد السنغافوري
في المرتبة 39في قائمة أقوي الاقتصادات عالميا، على الرغم من مساحتها الصغيرة ، وعدد سكانها القليل 5.4
مليون نسمة؛ لكن ناتجهاا المحلي في 2016كان حوالي 295مليار دولار ، وصناعة السياحة فيها بتجذب أكثر من
17مليون زائر سنويا وخاصة السياحة الطبية “ولا عندها ابو هول ولا اهرامات ^_^” ، و ارتفع متوسط الأعمار
إلى 83سنة؛ و مستويات الفساد والجريمة تعتبر الأقل عالميا.
وفي الترتيب العالمي للجامعات لسنة 2015/2016 احتلت جامعة “سنغافورة الوطنية” المركز 12على مستوى
العالم والاول على مستوى جامعات اسيا ^_^
وخلاصة الكلام ده كله في الكلمتين اللي قالهم ” لي كوان يو ” لما اتسئل مرة عن سبب التنمية في بلده كان رده :
«الدول تبدأ بالتعليم، وهذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة فقيرة جدا، اهتممت بالاقتصاد أكثر من السياسة،
وبالتعليم أكثر من نظام الحكم، فبنيت المدارس، والجامعات، وأرسلت الشباب إلى الخارج للتعلم، ومن ثم الاستفادة من
دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوري»
وده فيديو ممتاز للشقيري بيوضح فيه الفرق بين مصر وسنغافورة

 

Comments (0)
Add Comment